بعد اليوم .. ولكنه تفسير غير مقنع ، فإن نسئ العرب لم يكن مؤثراً في الزمن والفلك ، حتى يرجع الزمن الى حالته الأولى بإلغاء النسئ !
كما أني لم أجد دليلاً على ارتباط استدارة الزمان بالنسئ في كلامه صلىاللهعليهوآله
ولا يبعد أن تكون استدارة الزمان موضوعاً مستقلاً عن النسئ .
وبما أن النبي صلىاللهعليهوآله في مقام توديع أمته ، وبيان مرحلة ما بعده من الهدى والضلال ، والعقائد والأحكام ، وطريق الجنة والنار .. فقد يقصد بإخباره باستدارة الزمن : أن مرحلةً جديدة بدأت من ذلك اليوم فما بعده ، من قوانين الهداية والإضلال الإلۤهي ، ومعالم ذلك هم الأئمة الإثنا عشر عليهمالسلام ، الذين ينسجم وجودهم مع نظام الإثني عشر شهراً في تكوين السماوات والأرض .
ويؤيد ذلك : قداسة عدد الإثني عشر في القرآن ، وأن النبي صلىاللهعليهوآله طلب من الأنصار في أول بيعتهم له أن يختاروا منهم اثني عشر نقيباً ..
وأنه بشر الأمة بالأئمة الإثني عشر من بعده ..
ويؤيده : أنه صلىاللهعليهوآله أخبر الأمة بوجود أئمة مضلين من بعده ، وشدد على التحذير منهم ، وبين أن أخطرهم الإثنا عشر منافقاً من أصحابه !
فمقابل كل إمام هدىً إمامُ ضلالٍ ، كما أن مقابل كل نبيٍّ عدوٌّ من المجرمين ، يعمل لإضلال الناس ! قال الله تعالى :
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا .
يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا .
لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا .
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا .
وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا . الفرقان ٢٧ ـ ٣١
ـ وفي صحيح مسلم : ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٣ :
قال
النبي صلى الله عليه وسلم : في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا