وروى «البخاري» و «مسلم» عن «عائشة» نحوه (١).
وروى «أحمد بن حنبل» بثمان طرق أنها في الخمسة (٢). ورواه غير هؤلاء من ثقاتهم بطرق شتى.
ومقتضى ذلك عدم إرادة الأزواج ، ويوضحه ما رواه «أحمد بن حنبل» عن «أم سلمة» أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان في بيتها فأتته «فاطمة» عليهاالسلام بحريرة (٣) فقال : ادعي لي زوجك وابنيك ، فجاء «علي» و «حسن» و «حسين» فجلسوا يأكلون ، فنزلت الآية فأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فضل الكساء فكساهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، فأذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا.
قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : أنا معكم يا رسول الله؟ فقال : إنك الى خير ، إنك إلى خير ،
(٤) فإشارته صلىاللهعليهوآلهوسلم إليهم بهؤلاء وإخراجه أم سلمة عنهم ، نصّ صريح في تخصيصهم عليهمالسلام بها.
وأيضا إذهاب الرجس وتطهيرهم من فعله تعالى ، وقد أراده إرادة مؤكدة بالحصر واللام فلا بدّ من وقوعه.
ولام «الرجس» ليست عهدية إذ لا معهود ، فهي إما استغراقية فينتفي جميع افراده أو جنسيّة فكذلك ، إذ نفي الماهية نفي لكل أفرادها ، وهو معنى العصمة ولا واحدة
__________________
(١) صحيح مسلم الجزء السابع : ١٣٠.
(٢) روى احمد بن حنبل اختصاص الآية بأهل البيت بطرق عديدة في كتابه المسند ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٣١ وج ٢ : ٢٩٢ بثلاثة طرق وج ٤ : ١٠١ وج ٦ : ٢٩٦ و ٢٩٨ و ٣٠٤ و ٣٢٣ و ٤٠٥.
وفي كتاب فضائل الصحابة بالأرقام ٩٧٨ ، ٩٨٦ ، ٩٩٤ ، ٩٩٥ ، ٩٩٦ ، ١٠٧٧ ، ١١٠٨ ، ١١٤٩ ، ١١٦٨ ، ١١٧٠.
(٣) الحريرة : الحساس الدسم ولا دقيق ، وقيل : هو الدقيق الذي يطبخ بلبن (لسان العرب).
(٤) ينظر مسند احمد بن حنبل : ٢ : ٢٩٢ ورواه احمد في الفضائل برقم ٩٩٥.