إليه امر الملك ان كان صادقا ، وكانوا إذا سوّدوا أحدا سوّروه وطوّقوه بالذهب (أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) به ، أو يقترنون بعضهم ببعض ، يعضدونه ويصدّقونه.
[٥٤] ـ (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ) أمرهم ان يخفّوا في طاعته أو استجهلهم (فَأَطاعُوهُ) فيما طلب منهم (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) متمردين في الكفر.
[٥٥] ـ (فَلَمَّا آسَفُونا) أغضبونا (انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ).
[٥٦] ـ (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً) متقدّمين الى النّار ، مصدر وصف به ، أو جمع سالف كخدم ، وضمّ «حمزة» و «الكسائي» السّين واللام جمع سليف (١) كرغيف (وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) عبرة لهم يعتبرون بها فلا يقدمون على مثل أفعالهم.
[٥٧] ـ (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) ضربه المشركون لما نزل (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ) (٢) فقالوا : انّ النّصارى يعبدون «عيسى» وقد رضينا أن تكون آلهتنا معه ، وإذا جاز أن يعبد «عيسى» ، فالملائكة اولى بذلك.
أو أنّ «محمّدا» صلىاللهعليهوآلهوسلم يريد أن نعبده كما عبد «عيسى» (إِذا قَوْمُكَ) قريش (مِنْهُ) من المثل (يَصِدُّونَ) يضجّون فرحا لزعمهم انقطاع الرّسول به ، وضمّ «نافع» و «ابن عامر» و «الكسائي» الصّاد (٣).
[٥٨] ـ (وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ) أي الأصنام خير أم «عيسى» فإن كان في النار فلتكن آلهتنا معه ، أو الملائكة خير أم «عيسى» ، فإذا جاز ان يعبد ، فهم اولى به ، أو آلهتنا خير أم «محمّد» أي هي خير منه ، وحقق «الكوفيّون» الهمزتين يتلوهما ألف (٤) (ما ضَرَبُوهُ) أي المثل (لَكَ إِلَّا جَدَلاً) خصومة لا بحثا عن الحق (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٥١.
(٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٩٨.
(٣) حجة القراءات : ٦٥٢.
(٤) حجة القراءات : ٦٥٣.