حسدا وبغضا (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ) بحكمه (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) بالمجازاة.
[١٨] ـ (ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ) طريقة (مِنَ الْأَمْرِ) أمر الدّين (فَاتَّبِعْها) أعمل بها (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) الحقّ ، التابعين لأهوائهم في عبادة الأصنام.
[١٩] ـ (إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً) ممّا أراد بك (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) يتناصرون على الباطل (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) ومن كان الله وليه فلا يبالي بتناصرهم.
[٢٠] ـ (هذا) القرآن (بَصائِرُ لِلنَّاسِ) معالم تبصّرهم محجّة النجاة (وَهُدىً) من الضلال (وَرَحْمَةٌ) نعمة من الله (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) بالوعد والوعيد.
[٢١] ـ (أَمْ) بمعنى بل وهمزة الإنكار أ(حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا) اكتسبوا (السَّيِّئاتِ) الكفر والمعاصي (أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الكاف ، ثاني مفعولي «نجعل» (سَواءً) (١) خبر ، مبتداه : (مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ) والضمير ، إما للكفّار فالجملة بدل من الكاف والمعنى انكار استواء حياتهم ومماتهم في الكرامة كالمؤمنين أو للمؤمنين فهي حال منهم ومعناه كالأوّل أو للفريقين فهي حال من الموصول الثاني ، وضمير الأوّل ومعناه انكار استوائهم حياة وموتا ، إذ عاش هؤلاء على الطّاعة وماتوا على البشرى ، وأولئك على الضّدّ أو استوائهم بعد الموت في الكرامة كما استووا في الحياة في الرزق والصحة ، ونصب «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» «سواء» (٢) بدلا من الكاف بمعنى مستويا ، وما بعده فاعله أو مفعولا ثانيا والكاف حال والضمير للكفّار كما مرّ (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) بئس حكما حكمهم هذا.
[٢٢] ـ (وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) ومقتضاه أن لا يساوي الكافر
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «سواء» بالنصب ـ كما سيشير اليه المؤلف ـ.
(٢) حجة القراءات : ٦٦١.