ما أراد إهلاكه من نفوسهم وأموالهم بأن غشيتهم سبع ليال وثمانية أيّام ، ثمّ قذفتهم في البحر وأنجى «هود» ومن آمن معه (فَأَصْبَحُوا) اي فدمّرتهم فأصبحوا بحيث لو جئتهم «لا ترى» (إِلَّا مَساكِنُهُمْ) وقرأ «عاصم» و «حمزة» بالياء المضمومة ورفع «مساكنهم» (١) (كَذلِكَ) كما جزيناهم (نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) من أمثالهم.
[٢٦] ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) «ان» نافية أي مكّنّاهم في الّذي أو في شيء لم نمكنكم فيه من القوّة والمال (وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً) ليدركوا الحجج ويتفكروا فيها (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ) أي شيئا من الإغناء (إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ) ظرف ل «اغني» وفيه معنى التعليل (وَحاقَ) حلّ (بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من العذاب.
[٢٧] ـ (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى) أي أهلها ك «عاد» و «ثمود» وقوم «لوط» (وَصَرَّفْنَا الْآياتِ) كرّرناها (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن كفرهم.
[٢٨] ـ (فَلَوْ لا) فهلا (نَصَرَهُمُ) منعهم من العذاب (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ) العائد المحذوف ، اوّل مفعولي «اتخذوا» وثانيهما : (قُرْباناً) متقربا الى الله (آلِهَةً) بدل منه أو هو الثاني و «قربانا» حال (بَلْ ضَلُّوا) غابوا (عَنْهُمْ) عند نزول العذاب (وَذلِكَ) الاتخاذ (إِفْكُهُمْ) كذبهم (وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) وافتراؤهم على الله.
[٢٩] ـ (وَإِذْ صَرَفْنا) أملنا (إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِ) جنّ «نصيبين» أو «نينوى».
والنفر : دون العشرة (يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ) حال (فَلَمَّا حَضَرُوهُ) أي القرآن أو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ببطن نخلة يصلي الفجر (قالُوا) ـ قال بعضهم لبعض ـ : (أَنْصِتُوا) اسكتوا لاستماعه (فَلَمَّا قَضى) فرغ من قراءته (وَلَّوْا) انصرفوا (إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) ايّاهم بما سمعوا.
[٣٠] ـ (قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى) قيل قالوا ذلك لأنّهم
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٧٤.