أو في وفد «تميم» سخروا من فقراء المسلمين ونزلت (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ) في «عائشة» عابت «امّ سلمة» بالقصر ، أو بقولها فيها ل «حفصة» : انظري ما تجر خلفها كأنّه لسان كلب تعني طرف ثوب ربطت به حقويها (١) وسدلت طرفه (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) أي لا يعب بعضكم بعضا لأنّكم كنفس واحدة ، أو لا تفعلوا ما تلمزون به.
واللمز : العيب باللسان (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) ولا يدعوا بعضكم بعضا بلقب يكرهه.
قيل : أتت صفيّة بنت حيي النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالت : ان «عائشة» تقول لي : يا يهوديّة بنت يهوديّين ، فقال : هلا قلت أبى «هارون» وعمي «موسى» وزوجي «محمّد» فنزلت (٢) (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) أي بئس الذكر أن يذكر الرّجل بالفسوق كاليهودية بعد إيمانه ، أو المعنى انّ التنابز فسق يقبح الجمع بينه وبين الإيمان (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) عمّا نهى عنه (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) بإصرارهم على المعاصي.
[١٢] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) لم يقل الظّن مطلقا لان منه ما يجب كحسن الظن بالله وبأهل الصلاح ، وما يحرم كسوء الظّنّ به وبهم (٣) وما يستحق به العقوبة (وَلا تَجَسَّسُوا) تتّبعوا عورات المؤمنين بالبحث عنها (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) لا يذكره في غيبته بسوء.
سئل صلىاللهعليهوآلهوسلم عن «الغيبة» فقال : أن تذكر أخاك بما يكرهه ، فإن كان
__________________
(١) الحقو : الخاصرة.
(٢) تفسير مجمع البيان ٥ : ١٣٦.
(٣) وردت العبارة في «ج» هكذا : وما يستحبّ كسوء الظنّ بالفسقة في مثل ما يظهر منهم وما يباح كالظنّ في باب المعايش (ان بعض الظنّ إثم) ذنبا يستحق ...