[٧] ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ قال بعضهم لبعض ـ : (هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ) يعنون «محمدا» صلىاللهعليهوآلهوسلم (يُنَبِّئُكُمْ) يخبركم بأمر عجيب (إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) فرّقت أوصالكم كلّ تفريق ، وعامل «إذا» ما دلّ عليه : (إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) أي تبعثون ، لا ما بعد «إنّ» لعدم عمله فيما قبلها.
[٨] ـ (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) استغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل (أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) جنون يخيل له ذلك ، فيهذي به واحتجّ بمقابلتهم إيّاه بالافتراء ـ مع عدم اعتقادهم صدقه ـ على ثبوت واسطة بين الصّدق والكذب.
وردّ : بأنّ الكذب أعمّ من الافتراء (بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ) عن الحق ، لترديدهم خبره بين قسمين باطلين ، وتركهم قسما ثالثا حقا بالبرهان القاطع وهو أنّه عاقل صادق.
وقدّم «العذاب» على موجبه وهو الضلال مبالغة في استحقاقهم له.
[٩] ـ (أَفَلَمْ يَرَوْا) أعموا فلم ينظروا (إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ) ما أحاط بجوانبهم (مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فيستدلّون بهما على قدرته (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) وأدغم «الكسائي» الفاء بالباء (١) (أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً) ـ وفتحه «حفص» ـ (٢) قطعة (مِنَ السَّماءِ) لكفرهم ، وقرأ «حمزة» و «الكسائي» : «يشأ» و «يخسف» و «يسقط» بالياء (٣) (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي يرونه (لَآيَةً) لدلالة (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) راجع الى قدرته على البعث وما يشاء.
[١٠] ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) على غيره من الناس من النبوة والكتاب وغيرهما ، أو على كثير من الأنبياء وهو : (يا جِبالُ أَوِّبِي) رجّعي (مَعَهُ) التسبيح ،
__________________
(١) النشر في القراءات العشر ٢ : ١٢.
(٢) النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٤٩ و ٣٠٩.
(٣) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٠٢.