وذلك إما بخلق صوت فيها أو ببعثها له على التسبيح ، إذا تفكّر فيها ، أو سيرى معه حيث سار ، فهو بدل من «فضلا» بتقدير قولنا (وَالطَّيْرَ) عطف على محل «جبال» أي ودعوناها تسبّح معه ، أو على «فضلا» أو مفعول معه ل «أوّبى» (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) فصار في يده كالشمع ، يعمل به ما شاء.
[١١] ـ (أَنِ) أمرناه بأن ، أو أي : (اعْمَلْ سابِغاتٍ) دروعا تامّات وهو أوّل من عملها (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) في نسجها بحيث تتناسب حلقها (وَاعْمَلُوا صالِحاً) أي أنت وأهلك (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فاجازيكم به.
[١٢] ـ (وَلِسُلَيْمانَ) وسخرنا له (الرِّيحَ) ورفعه «أبو بكر» (١) أي له الريح مسخرة (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) سيرها بالغدوة مسيرة شهر ، وبالعشي كذلك (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) النحاس المذاب ، فأجريت جري الماء ثلاثة أيام وعمل الناس الى اليوم من ذلك (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ) عطف على «الريح» و «من الجن» حال مقدمة (بِإِذْنِ رَبِّهِ) بأمره (وَمَنْ يَزِغْ) يعدل (مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا) له بطاعته (نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) النار في الآخرة ، أو في الدنيا بضربة ملك بسوط من نار فيحرقه.
[١٣] ـ (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ) أبنية رفيعة وقصور منيعة (وَتَماثِيلَ) صور الملائكة والأنبياء ، ليقتدي بهم أو الحيوانات.
قيل : عملوا أسدين في أسفل كرسيّه ، إذا صعد بسطا ذراعيهما ، ونسرين فوقه إذا قعد اظلّاه بجناحيهما (٢) ولعلّ التّصوير مباح في شرعه.
وعن الصّادق عليهالسلام : إنها صور الشّجر وشبهه (٣) (وَجِفانٍ) صحاف ، جمع
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٠٢.
(٢) تفسير الكشّاف ٣ : ٥٧٢ ـ تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٨٣.
(٣) تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٨٣.