وعذابها وهو إحصاء ذنوبهم عند الحفظة وإهلاكهم بصيحة ونحوها (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ) مرتّب على الوعيد فإنّه موجب للتّقوى (الَّذِينَ آمَنُوا) صفة المنادى أو بيان له (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) هو «محمّد» سمّي به لتبليغه الذّكر وهو القرآن أو مبالغة في كونه ذاكرا وأريد بإنزاله الرّسالة.
[١١] ـ (رَسُولاً) بدل منه ، أو الذّكر : القرآن ، والرّسول «محمد» صلىاللهعليهوآلهوسلم أو جبرئيل ، ونصب بمقدّر أي وأرسل (يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) وكسر «الياء» «ابن عامر» و «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» (١) (لِيُخْرِجَ) الله أو الرّسول (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بتثبيتهم على ما هم عليه ، أو توفيقهم للزّيادة منه (مِنَ الظُّلُماتِ) الكفر والشّك (إِلَى النُّورِ) الإيمان واليقين (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ) وقرأ «نافع» و «ابن عامر» بالنّون (٢) (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) هو نعيم الجنّة ، ونكّر تعظيما والإفراد والجمع للفظ «من» ومعناها.
[١٢] ـ (اللهُ) مبتدأ خبره : (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ) أي وخلق من (الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) في العدد.
قيل : هي الأقاليم وقيل : الطّبقات.
عن «الكاظم» عليهالسلام : هي ارضنا وستّ اخرى كل منها فوق سماء وتظلّها سماء من السّبع (٣) (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ) امر الله وحكمه ينزل به الملك (بَيْنَهُنَ) بين السماوات والأرضين الى صاحب الأمر من نبيّ أو وصيّ (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) علّة لخلق أو لمقدّر أي أعلمكم بذلك الخلق ، والتّنزّل لتتفكّروا فتعلموا كمال قدرته وعلمه.
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٦٨.
(٢) حجة القراءات : ٧١٢.
(٣) تفسير مجمع البيان ٥ : ٣١١.