يغرّهم الشّيطان بأنّ العذاب لا ينزل ولو نزل تدفعه أصنامهم.
[٢١] ـ (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ) الرّحمان (رِزْقَهُ) بإمساك أسبابه من المطر وغيره (بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ) تمادوا في تكبّر (وَنُفُورٍ) عن الحقّ.
[٢٢] ـ (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ) عاثرا خارّا عليه من اكبّ : صار ذا كبّ.
وقيل : مطاوع كبّ وهو نادر (أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا) معتدلا (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) مستو.
والمثل للكافر ودينه الزّائغ ، والمؤمن ودينه القيّم.
أو أريد ب «من يمشى مكبّا» من يحشر على وجهه الى النّار ، وب «من يمشى سويّا» من يحشر معتدلا الى الجنّة.
[٢٣] ـ (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) لتصرفوها فيما خلقت لأجله فضيّعتموها لأنّكم (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) بصرفها في ذلك.
[٢٤] ـ (قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ) خلقكم (فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) للجزاء.
[٢٥] ـ (وَيَقُولُونَ) ـ للنّبي ومن معه ـ : (مَتى هذَا الْوَعْدُ) أي الحشر أو الخسف والحاصب (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فيه.
[٢٦] ـ (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ) بوقته (عِنْدَ اللهِ) استأثر به (وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) ويكفى للإنذار العلم بوقوعه.
[٢٧] ـ (فَلَمَّا رَأَوْهُ) أي الموعود (زُلْفَةً) ذا زلفة أي قريبا (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ساءها رؤية العذاب ، فقبحت واسودّت (وَقِيلَ) قال لهم الخزنة : (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ) تطلبون وتستعجلون من الدّعاء ، أو بانذاره «تدّعون» أن لا بعث من الدّعوى.
[٢٨] ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ) اماتني ، وسكّن «حمزة» «الياء» (١) (وَمَنْ مَعِيَ)
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٣٢٩.