الى الجهاد فتدبّر أمره.
أو بخيلهم تنزع في أعنّتها نزعا تغرق فيه الأعنّة لطول أعناقها وتنشط من مرابطها الى العدوّ وتسبح في جريها فتسبق إليه فتدبّر أمر الظّفر ، وجواب القسم «لتبعثنّ» حذف إذ دلّ عليه :
[٦] ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) وهو ظرفه وهي النّفخة الاولى ، يرجف بها كلّ شيء أي يتزلزل ، وصفت بما يحدث بسببها أو هي الأرض والجبال.
[٧] ـ (تَتْبَعُهَا) حال منها (الرَّادِفَةُ) النّفخة الثّانية ، وبينهما أربعون سنة أو السّماء والكواكب تنفطر وتنتثر واليوم يسع النفختين وغيرهما فتصح ظرفيّته للبعث الكائن بالثّانية.
[٨] ـ (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) قلقة من الخوف صفتها ، والخبر : [٩] ـ (أَبْصارُها خاشِعَةٌ) أبصار أهلها ذليلة.
[١٠] ـ (يَقُولُونَ) ـ إنكارا للبعث ـ : (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ) بعد الموت (فِي الْحافِرَةِ) في الحالة الاولى أي الحياة ، يقال رجع في حافرته أي في طريقته الّتي جاء فيها فحفرها أي اثر فيها بمجيئه ، فهي محفورة.
وسمّيت حافرة مجازا أو على النّسبة أي ذات حفر.
[١١] ـ (أَإِذا كُنَّا عِظاماً) وقرأه «نافع» و «ابن عامر» و «الكسائي» خبرا (١) (نَخِرَةً) بالية ، وقرأ «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» : «ناخرة» بالألف (٢).
[١٢] ـ (قالُوا) ـ استهزاء ـ : (تِلْكَ) أي رجعتنا الى الحياة (إِذاً) ان صحّت (كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) رجعة ذات خسران ، أو خاسر أهلها.
[١٣] ـ (فَإِنَّما هِيَ) أي الكرّة أي لا تستصعبوها فما أمرها إلا (زَجْرَةٌ) صيحة (واحِدَةٌ) وهي النّفخة الثّانية.
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٤٢.
(٢) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٣٦١.