وحذف مفعوله للعلم به ولأن الغرض ذكر : (بِثالِثٍ) هو «شمعون» فدخل متنكّرا وعاشر حاشية الملك حتى آنسوا به ، وأوصلوه الى الملك فآنس به.
فقال له يوما : سمعت أنّك حبست رجلين ، فهل سمعت قولهما؟
قال : لا ، فدعاهما فقال «شمعون» : من أرسلكما؟ قالا : الله الذي خلق كلّ شيء ولا شريك له. قال : وما آيتكما؟ قالا : ما يتمنّى الملك. فدعا بغلام مطموس ، فدعوا الله فانشق موضع بصره ، فوضعا فيه بندقتين فصارتا مقلتين يبصر بهما ، فقال له «شمعون» : لو سألت آلهتك حتى تصنع مثل هذا فتغلبهما؟ قال : لا أخفي عليك إنها لا تضرّ ولا تنفع.
ثمّ اقترح عليهما إحياء ابنه فأحيياه ، فقال (١) رأيت رجلين ساجدين يسألان الله أن يحييني ، قال : أتعرفهما؟ قال : هذان ، يشير إليهما ، فآمن الملك وجمع ، وكفر آخرون (فَقالُوا) ـ أي الرسل للكفرة ـ : (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ).
[١٥] ـ (قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) رفع لنقض «إلّا» نفي «ما» (وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ) رسالة (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ) في دعواكم.
[١٦] ـ (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) زيد تأكيدا على ما قبله بما يجري مجرى القسم ، واللام لزيادة إنكارهم.
[١٧] ـ (وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) البيّن بالحجج الواضحة.
[١٨] ـ (قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا) تشاءمنا (بِكُمْ) إذا دعيتم كذبا وحلفتم عليه (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ).
[١٩] ـ (قالُوا طائِرُكُمْ) شؤمكم (مَعَكُمْ) بكفركم (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) وعظتم ، وجواب «أن» مقدّر كتطيّرتم ، وسهّل (٢) «الحرميّان» و «أبو عمرو» ثانية الهمزتين ، ومدّ
__________________
(١) اي قال الإبن.
(٢) اي جعلوا الهمزة الثانية بين الهمزة وبين الياء.