مكانهم لا يبرجونه ، وقرأ «أبو بكر» مكاناتهم (١) (فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) أي فلم يقدروا على ذهاب ولا مجيء أي هم أحقاء بذلك لكن أمهلناهم لحكمة.
[٦٨] ـ (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) نطل عمره (نُنَكِّسْهُ) (٢) نقلّبه من «النّكس» ، وشدّده «عاصم» و «حمزة» من «التنكيس» (٣) (فِي الْخَلْقِ) بانتقاص بنيته وضعف قوّته (أَفَلا يَعْقِلُونَ) أنّ من قدر على ذلك ، قادر على البعث ، وقرأ «نافع» و «أبو عمرو» و «ابن ذكوان» «بالتاء» (٤).
[٦٩] ـ (وَما عَلَّمْناهُ) أي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (الشِّعْرَ) بتعليم القرآن المباين له سلوبا ومعنى ، ردّ لقولهم : إنّه شاعر (٥) (وَما يَنْبَغِي) يتأتّى (لَهُ) وقوله :
انا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب (٦)
اتفاق بلا قصد الى وزن أو أنّ مشطور الرّجز ليس شعرا مع ما روي من تحريكه البائين ، وقيل : الهاء للقرآن أي وما يصحّ له أن يكون شعرا (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ) عظة (وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) للأحكام والدّلائل ، أو بيّن بإعجازه انّه كلام الله.
[٧٠] ـ (لِيُنْذِرَ) القرآن ، أو النبي لقراءة «نافع» و «ابن عامر» بالتاء (٧) (مَنْ كانَ حَيًّا) متعقّلا لا غافلا كالميت ، أو مؤمنا فإنّه المنقطع بالإنذار (وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) بالعذاب (عَلَى الْكافِرِينَ) قوبل بهم الحيّ لأنّهم في عداد الموتى.
[٧١] ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا) يعلموا ، استفهام تقرير دخل على «واو» العطف (أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا)
__________________
(١) حجة القراءات : ٦٠٢.
(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «ننكّسه» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٣) حجة القراءات : ٦٠٣.
(٤) حجة القراءات : ٦٠٣.
(٥) ينظر سورة الأنبياء : ٢١ / ٥ وسورة الصّافات : ٣٧ / ٣٦ وسورة الطّور : ٥٢ / ٣٠.
(٦) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٣٢.
(٧) حجة القراءات : ٦٠٣.