[٩٨] ـ (فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً) تدبيرا في إهلاكه حين الزمهم الحجّة (فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) المقهورين بجعل نتيجة كيدهم حجة له عليهم وهي نجاته من النّار.
[٩٩] ـ (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) الى حيث أمرني وهو الشام (سَيَهْدِينِ) الى ما فيه صلاحي في الدارين.
وقطعه به لشدة ثقته ، أو لوحي جاءه ، فلمّا قدم الأرض المقدّسة [قال :] ـ.
[١٠٠] ـ (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) أي ولدا صالحا و «من» للتّبعيض.
[١٠١] ـ (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) بولد ذكر ، يبلغ أوان الحلم ، إذ الصّبيّ لا يوصف بالحلم ، ويكون حليما وأي حلم كحلمه حين عرض عليه أبوه الذّبح ، فقال ما قال كما سيحكي :
[١٠٢] ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) أي ان يسعى معه في أموره ، له ثلاث عشرة سنة و «معه» متعلّق بما دلّ عليه «السّعى» لا به ، إذ صلة المصدر لا تتقدمه ، ولا ب «بلغ» إذ لم يبلغا معا ، وهو بيان ، كأنّه قيل فلمّا بلغ السّعي فقيل مع من؟ فقيل معه (قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) وفتح الياءين «الحرميّان» و «أبو عمرو» (١) أي رأيت ذلك أو ما هو تأويله ، ورؤيا الأنبياء وحي.
وقيل : رأى ليله التّروية قائلا يقول له : إنّ الله تعالى يأمرك بذبح ابنك ، فأصبح يروّى انّه من الله أو الشيطان ، فأمسى فرأى مثله ، فعرف انّه من الله ، ثم رأى في الثالثة مثله ، فهمّ بنحره ، فسمّيت الأيام بالتروية وعرفة والنّحر (٢).
والأظهر أنّه إسماعيل لسبق ولادته ولعطف البشارة ب «إسحاق» على البشارة بالذبيح ، ولأنّ المنحر بمكة وكان قرنا الكبش معلّقين بالكعبة حتّى احترقا معها أيّام الحجّاج ولم يكن إسحاق ثمّة ، ولاقتران البشارة ب «إسحاق» بولادة يعقوب
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٢٩.
(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ٧٩.