من أزفّ بمعنى زفّ ، أو بتقدير يزفّ بعضهم بعضا وحين عاتبوه على فعله.
[٩٥] ـ (قالَ) ـ توبيخا ـ لهم : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) أي جوهره من الحجارة وغيرها أصناما.
[٩٦] ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) ما تنحتونه والذي تعملونه ، وإرادة الحدث بجعل «ما» مصدرية» لا تطابق «ما تنحتون» وتنافي توبيخهم على عبادتها التي هي من عملهم إذ كونها مخلوقة له تعالى بلا تأثير لقدرتهم واختيارهم فيها أحقّ بأن يكون عذرا لهم من أن يكون لوما وتوبيخا.
وتوجيهه بأنّ فعلهم إذا كان بخلقه تعالى فمفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك فاسد ، إذ لم يرد بمفعولهم الجوهر قطعا ، فالمراد به الشّكل وهو بفعلهم ولا يثبت كونه بخلقه تعالى ليتّجه إنكار عبادتهم إيّاه إلّا بعد ثبوت كون فعلهم بخلقه وهو ممنوع.
فالاحتجاج بهذا الوجه على خلق الأعمال مصادرة وترجيحه على الأوّل بعد فرض صحته بأنّ في الأول حذفا باطل.
ولما كان مرادهم إثبات خلقه تعالى لأعمالهم من غير تأثير لقدرتهم واختيارهم فيها كما يراه الأشاعرة ، كان قصدنا في الرّدّ عليهم نفي خلقه تعالى لها بدون تأثير لقدرتهم واختيارهم فيها ، لا نفي خلقه لها مطلقا واستقلالهم فيها بدون مدخل لإرادته تعالى كما يراه المعتزلة ، فإنّ مذهبنا انّه تعالى أرادها وخلقها لكن لا بالذات بل بالتبع لقدرتهم وارادتهم واختيارهم فلا جبر فيها ولا تفويض كما نطقت به اخبار أهل البيت عليهمالسلام (١).
[٩٧] ـ (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً) واملئوه حطبا واضرموه بالنّار (فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) في النّار العظيمة.
__________________
(١) ينظر اصول الكافي ١ : ١٥٥.