وأخيراً إبتلاؤهم بالصيحة السماوية.
٥ ـ تتطرق الآيات بعد ذلك إلى الحديث عن قوم لوط ضمن بيان واف لإنحرافهم الأخلاقي ... ثم عن السخط الإلهي عليهم وإبتلائهم بالعقاب الرباني.
٦ ـ ثم تركّز الآيات الكريمة الحديث عن آل فرعون ، وما نزل بهم من العذاب الأليم جزاء كفرهم وضلالهم.
٧ ـ ثم تعرض مقارنة بين هذه الامم ومشركي مكة ومخالفي الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله والمستقبل الخطير الذي ينتظر مشركي مكة فيما إذا استمرّوا على عنادهم وإصرارهم في رفض الدعوة الإلهية.
وتنتهي السورة ببيان صور ومشاهد من معاقبة المشركين ، وجزاء وأجر المؤمنين والمتقين.
وسورة القمر تتميّز آياتها بالقصر والقوّة والحركية.
وقد سمّيت هذه السورة ب (القمر) لأنّ الآية الاولى منها تتحدث عن شقّ القمر.
فضيلة تلاوة السورة : في تفسير مجمع البيان عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ومن قرأ سورة اقتربت الساعة في كل غبّ بُعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق.
ومن الطبيعي أن تكون النورانية التي تتّسم بها هذه الوجوه تعبيراً عن الحالة الإيمانية الراسخة في قلوبهم نتيجة التأمل والتفكر في آيات هذه السورة المباركة والعمل بها بعيداً عن التلاوة السطحية الفارغة من التدبر في آيات الله.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) (٣)
شقّ القمر : يتناول الحديث في الآية الاولى حادثتين مهمّتين :
أحدهما : قرب وقوع يوم القيامة ، والذي يقترن بأعظم تغيير في عالم الخلق ، وبداية لحياة جديدة في عالم آخر ، ذلك العالم الذي يقصر فكرنا عن إدراكه نتيجة محدودية علمنا وإستيعابنا للمعرفة الكونية.