(الشرك) وعبادة (الأصنام) وطلوع بياض الصباح (التوحيد) ، ثم ينتهي إلى تبيان ما أقسم من أجله فيقول تعالى (إنّها لأحدي الكبر).
ثم يضيف تعالى : (نَذِيرًا لّلْبَشَرِ). لينذر الجميع ويحذرهم من العذاب الموحش الذي ينتظر الكفار والمذنبين وأعداء الحق.
وفي النهاية يؤكّد مضيفاً أنّ هذا العذاب لا يخص جماعة دون جماعة ، بل : (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ). فهنيئاً لمن يتقدم ، وتعساً وترحاً لمن يتأخر.
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (٤٨)
لِم صرتم من أصحاب الجحيم : إكمالاً للبحث الذي ورد حول النار وأهلها في الآيات السابقة ، يضيف تعالى في هذه الآيات : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ).
«رهينة : من مادة رهن وهي وثيقة تعطى عادة مقابل القرض ، وكأن نفس الإنسان محبوسة حتى تؤدّي وظائفها وتكاليفها ، فإن أدت ما عليها فكت وأطلقت ، وإلّا فهي باقية رهينة ومحبوسة دائماً. لذا يضيف مباشرة : (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ).
إنّهم حطموا أغلال وسلاسل الحبس بشعاع الإيمان والعمل الصالح ويدخلون الجنة بدون حساب.
وأصحاب اليمين هم الذين يحملون كتبهم بيمينهم ، فهم ذوو إيمان وعمل صالح ، وإذا كانت لهم ذنوب صغيرة فإنّها تمحى بالحسنات وذلك بحكم : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيّئَاتِ) (١).
فحينئذ تغطّي حسناتهم سيئاتهم أو يدخلون الجنة بلا حساب ، وإذا وقفوا للحساب فسيخفف عليهم ذلك ويسهل ، كما جاء في الآية (٧ و ٨) من سورة الإنشقاق : (فَأَمَّا مَنْ
__________________
(١) سورة هود / ١١٤.