بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (٥)
سبب النّزول
جاء في الروايات أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله كان في غار حراء حين نزل عليه جبرائيل وقال له : إقرأ يا محمّد. قال : ما أنا بقاريء ، فاحتضنه جبرائيل وضغطه وقال له : إقرأ يا محمّد وتكرر الجواب. ثم أعاد جبرائيل عمله ثانية وسمع نفس الجواب. وفي المرّة الثالثة قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الَّذِى خَلَقَ) إلى آخر الآيات الخمس الاولى من السورة.
قال ذلك واختفى عن أنظار النبي صلىاللهعليهوآله.
رسول الله أحسّ بتعب شديد بعد هبوط أولى أشعة الوحي عليه فذهب إلى خديجة وقال : زملوني ودثروني (١).
في تفسير مجمع البيان : أكثر المفسرين على أنّ هذه السورة أوّل ما نزل من القرآن وأوّل يوم نزل جبرائيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو قائم على حراء ، علّمه خمس آيات من أوّل هذه السورة. وقيل : أوّل سورة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله فاتحة الكتاب.
رواه الحاكم أبوعبدالله الحافظ بإسناده عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لخديجة : إنّي إذا خلوت وحدي سمعت نداء. فقالت : ما يفعل الله بك إلّاخيراً. فوالله إنّك لتؤدّي الأمانة ، وتصل الرحم ، وتصدق الحديث. قالت خديجة : فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمّ خديجة ، فأخبره رسول الله صلىاللهعليهوآله بما رأى ، فقال له ورقة : إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ، ثم ائتني فأخبرني. فلمّا خلا ناداه يا محمّد! قل له ذلك. فقال له : أبشر ثم أبشر ، فأنا أشهد أنّك الذي بشّر به ابن مريم ، وأنّك على مثل ناموس موسى ، وأنّك نبي مرسل ، وإنّك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا ، ولئن أدركني ذلك لُاجاهدنّ معك. فلمّا توفي ورقة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنّه آمن بي وصدّقني. يعني ورقة.
جدير بالذكر أنّ في بعض كتب التفسير والتاريخ كلاماً حول حياة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله ،
__________________
(١) تفسير روح الجنان ١٢ / ٩٦ ؛ وهذا المعنى أورده كثير من المفسرين بإضافات وزوائد لا يمكن قبول بعضها.