الكتاب الكريم على عدد ليس بالقليل من آياته البينات ، تضمنت إرشاد العبد وتوجيهه الى خالق الكون ، وانه هو المدبر والمبدئ والمعيد ، وكل آية من هذه الآيات على اختلاف أساليبها ، تكفي لاقناع الإنسان إذا استعمل عقله وتفكيره بوجود الله ووحدانيته ونعمة التي لا يحصيها العادون ، فمرة يوجهنا القرآن الى ما في الأرض من حيث تكوينها والنعم الجسام التي أعدها للإنسان في ظاهر الأرض وباطنها ، واخرى يصعد بالإنسان إلى الفضاء ، ليريه عظمة الخالق الذي زرع في هذا الفضاء الذي لا يدرك الإنسان نهايته من الكواكب والنجوم على اختلاف آثارها ومنافعها. وثالثة إلى النظر في خلقه وتكوينه ونشأته ومراحل حياته ومماته ، الى كثير من أمثال هذه الأساليب التي وردت في الكتاب الكريم ، ليبقي الإنسان على ما فطر عليه من الايمان بالله ووحدانيته كي لا يقول قائل إنا كنا عن الاعتراف بوجود الله ووحدانيته غافلين ، أو يعتذر المعتذر عن الإشراك أو الكفر بالله وبما أنزل : (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) فلا ينبغي ان نهلك ونعاقب بما فعل المبطلون.
(إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ).
نماذج من آيات التوحيد :
قال سبحانه مشيرا إلى الأرض والسماء وما فيهما من آيات بينات على وجوده.
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) وقال سبحانه : (وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ