بالطيب هو الذي لم يمنع عنه القرآن أو السنة الكريمة ، والخبيث هو الذي نهى عنه الكتاب والحديث ، وقد تعرضت السنة لكل ما يحل وما يحرم من أنواع الحيوان ، مرة بالتنصيص على بعض أنواع الحيوان ، وأخرى بوضع مبادئ عامة لتشخيص ما يحل وما يحرم من أنواع الحيوان.
الدفاع عن النفس والدين بنظر القرآن :
وقد تناول التشريع الإسلامي ناحية الدفاع عن النفس والدين ، وتعرضت جملة من الآيات الكريمة لهذه الناحية ، وقد بقي الرسول (ص) نحوا من ثلاث عشرة سنة بمكة بعد بعثته يدعو إلى الإسلام بالبراهين والآيات البينات ، ويتحمل من مشركي قومه صنوفا وألوانا من الأذى والعذاب والتنكيل بأصحابه الذين آمنوا برسالته ، حتى اضطر أن يأمرهم بالهجرة إلى الحبشة خوفا عليهم من قريش ، ولم يكن يملك من القوة ما يدفع عدوانهم عن نفسه وأصحابه ، وبقي في نفر قليل يقاسي في سبيل دعوته المصاعب والآلام ، ولما أيقنت قريش أن تلك الأساليب التي كانت تستعملها ضد دعوته المباركة لم تغنها شيئا وان الإسلام يزداد اتساعا والإيمان بمبادئه رسوخا وثباتا ، بعد أن لمسوا ذلك ، لم يبق لديهم من الوسائل ما يجديهم نفعا سوى التخلص منه ، فاتفقوا على قتله. ولكن ارادة الله التي قضت بأن يرسل محمدا الى البشر هاديا ونذيرا بالهدي ودين الحق ، وان يظهره على الدين كله ولو كره المشركون حالت بينهم وبين ما يريدون ، فلم تشأ إرادته سبحانه أن يصبح رسوله فريسة لأولئك الطغاة ، فأوحى اليه ان يخرج من مكة ليتم رسالته ، فخرج منها بعد أن استجاب له ابن عمه المقرب الى نفسه وقلبه علي (ع) ووطن نفسه ان ينام على الفراش الذي قررت قريش أن تغتال محمدا