وقال سبحانه : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
فقد ساوت الآية بينهما في العمل والجزاء ورسمت لكل منهما طريق السعادة والفوز برضوان الله ونعمه. وبعد ذلك لا بد وأن يكون التفاوت بين الجنسين في بعض مواد التشريع مستمدا من الأعباء والتبعات الملقاة على عاتقها وقد يكون لمصلحة أدركها المشرع ، وعلى أساسها كان هذا التعاون بين الرجل والمرأة. وليس بوسعنا الآن ، ونحن نتحدث عن آيات التشريع في القرآن الكريم بصورة إجمالية ، تمهيدا لموضوع الكتاب ، ان نستقصي كل ما يمكن ان يكون أساسا لهذه الأحكام ، التي اتخذها المهوشون وسيلة لحملاتهم ضد الإسلام ، لأن ذلك يؤدي بنا الى الخروج عن موضوع الكتاب.
ولعلنا سننشر في أثناء حديثنا عن آيات التشريع ، التي تعرضت لميراث المرأة وقبول شهادتها وتعدد الزوجات ، الى بعض الجهات التي يمكن ان تكون الأساس في هذا التفاوت بين الجنسين لهذه المواد.
نظام الزواج في الإسلام :
لقد شرع القرآن الزواج واعتنى بنظام الأسرة وصيانتها ، وحث الرجل ان يختار زوجة صالحة تكون قرة عين له ، ليسكن إليها ويجد في جوارها راحته ومن قلبها مودة له ورحمة ، لأنها أقرب شيء إلى نفسه وألصق ما يكون بقلبه وحسه. قال سبحانه مشيرا الى ما يجب أن يحدثه الزواج بين الزوجين (هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَ) فهي شريكته في