حياته وصاحبة بيته وأم أولاده ، تدبر أمرهم وتقوم بتربيتهم ورعايتهم ، ليتفرغ هو لواجبه ساعيا في طلب رزقهم متحملا في سبيل ذلك أشق الأعباء والأهوال ، حتى إذا أوى إلى بيته سكنت اليه نفسه ، ووجد فيه القلب الحاني عليه ولقي من هدوئه وطمأنينته ما ينسيه آلامه ومتاعب أيامه ومشاق سعيه في طلب القوت له ولعياله. ولقد أوصى الإسلام بالمرأة وعظم حقها على الرجل ، أوصاه بحسن عشرتها والتلطف في رعايتها ، وبلغ من عناية الإسلام بها أن قال الرسول (ص) خير الرجال خيرهم لنسائهم. وجاء في الحديث أن النفقة على الزوجة والعيال من أفضل موارد المعروف وأحبها الى الله سبحانه ، وفي حديث آخر ما أكرم النساء إلا كريم ولا اهانهن إلا لئيم.
وكما عظم الإسلام حق المرأة على الرجل وأوصى بإكرامها ، جعل للرجل حقا عليها وفرض عليها ان تطيعه وقدمه على أقرب المقربين إليها. وقد جاء في الحديث : «لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها» وفي حديث آخر : «ان رضا الزوج من رضا الله».
على هذا النحو من العلاقة الكريمة يفرض الإسلام صلة كل من الزوجين بالآخر وحق كل منهما على صاحبه. وقد نص القرآن الكريم على ذلك بقوله : (لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ). وكلمة (المعروف) تدلنا أن حق كل من الزوجين على الآخر ليس مبادلة تجارية جافة ، تقوم على التدقيق والحساب العسير ، حتى إذا ما فرط أحدهما في شيء منها ، كان للآخر أن يقتص بمقدار ما فرط له الطرف الآخر ، وانما هي ، هي المعروف ، والرفق واليسر من الجانبين.
لقد سمى القرآن الكريم عقدة النكاح ميثاقا غليظا كما في الآية التي