صفا وخلص ومنه الحديث الآخر : «أقطع من أرض المدينة ما كان عفاء» (١) ويروى بالكسر.
فصل العين والقاف
ع ق ب :
قوله تعالى : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)(٢) لا متتبع له ولا مكرّا عليه بنقص. والعقب : الذي يكرّ على الشيء ويتبعه لينظر ما فيه من الخلل لينقّصه (٣). ولذلك فسّر بأنه لا يحكم بعد حكمه حاكم ؛ مأخوذ من العقب ، فإنّ من تتبّع شيئا يكون وراء عقبه. وقيل : معناه : لا أحد يتعقّبه ويبحث عن فعله ، من قولهم : عقّب الحاكم على حكم من قبله : إذا تتبّعه. قيل ويجوز أن يكون ذلك نهيا للناس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيا عليهم ، ويكون ذلك من نحو النهي عن الخوض في سرّ القدر. وأصل ذلك من العقب ، وهو مؤخّر الرّجل. وقال الأصمعيّ : العقب ما أصاب الأرض من مؤخّر الرّجل إلى موضع الشّراك. وفي الحديث : «كانت نعله معقّبة» (٤) أي لها عقب ، وجمعه أعقاب. وفي الحديث : «ويل للأعقاب من النار» (٥) وفي رواية «للعراقيب».
قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ)(٦) أي ذريته ، استعارة من التأخر. وجاء في عقب الشهر ، أي آخره. قوله : (نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ)(٧) رجع مسرعا ، وفيه فائدة ؛ وهو أنّه لسرعة رجوعه لم يمهل أن يولي / وجهه للجهة التي يفرّ إليها ، بل رجع القهقرى. ثم صار
__________________
(١) كلمة عفاء ساقطة من الأصل. النهاية : ٣ / ٢٦٦. ورواية اللسان : «ما كان عفا».
(٢) ٤١ / الرعد : ١٣.
(٣) وفي س : النقيصة.
(٤) النهاية : ٣ / ٢٦٩.
(٥) النهاية : ٣ / ٢٦٩. وفي رواية «للعقب». ولم يذكر ابن الأثير «للعراقيب»
(٦) ٢٨ / الزخرف : ٤٣.
(٧) ٤٨ / الأنفال : ٨.