المفتي : مكيال هشام ابن هبيرة العمريّ مكيال اللبن (١). وقال ابن الأعرابيّ : المفتي : قدح الشّطّار. وقد أفتى الرجل : إذا شرب به فهو مفت.
وتفاتوا : تخاصموا ، ومنه الحديث : «أنّ قوما تفاتوا إليه» (٢). وقال الطرمّاح (٣) : [من الوافر]
أنخ بفناء أشدق من عديّ |
|
ومن جرم وهم أهل التفاتي |
التّفاتي : مصدر تفاتى يتفاتى ، نحو : توانى يتوانى توانيا. والأصل تفاتيا بضمّ التاء ، وإنما كسرت لتصحّ اللام ، يدلّ على ذلك أنه مصدر تفاعل على تفاعل نحو : تقاتل تقاتلا.
فصل الفاء والجيم
ف ج ج :
قوله تعالى : (لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً)(٤). الفجاج : جمع فجّ وهو الطريق الواسع. وقيل : الفجّ كلّ شقّة يكتنفها جبلان. وقوله تعالى : (يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)(٥) أي من كلّ طريق ومن كلّ واد غامض ، وهو أبلغ أي لم تخف دعوتك على أحد من أهل السهل والجبل ، والمادة دالة على السعة ، ومنه الحديث : «فتفاجّت عليه» (٦) يعني الناقة ـ فرّجت رجليها للحالب. وفي حديث آخر يصف جملا : «أزهر متفاجّ» (٧) يريد : يفتح ما بين رجليه ليبول ، وكنّى بذلك عن كونه في رعي وشرب ، وذلك أنّه إذا كان يرعى ويشرب
__________________
(١) والمدّ : الهشامي.
(٢) النهاية : ٣ / ٤١١ ، وفيه : «أن أربعة ...».
(٣) البيت من شواهد اللسان ـ مادة فتا. أهل التفاتي : أهل التحاكم وأهل الإفتاء.
(٤) ٢٠ / نوح : ٧١.
(٥) ٢٧ / الحج : ٢٢.
(٦) النهاية : ٣ / ٤١٢ ، وهو حديث أم معبد.
(٧) النهاية : ٣ / ٤١٣.