ترى أن ظفر الإبل يقال لها المياسم ، وظفر السباع يقال لها البراثن ، وظفر الطير يقال لها المخالب؟ وأنشد لزهير بن أبي سلمى (١) : [من الطويل].
لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف |
|
له لبد أظفاره لم تقلّم |
ويعبّر به أيضا عن السلاح. يقال : ظفر وظفر وأظفور ، والجمع أظفار وأظافير. وفلان ظفر ، أي طويل الظّفر. وفي الحديث : «وعلى عينيه ـ أي الدجّال ـ ظفرة غليظة» (٢) قال الأصمعيّ : الظّفرة : لحمة تنبت عند المآق. وأنشد (٣) : [من الرجز]
بعينها من البكاء ظفره |
|
حلّ ابنها في السّجن وسط الكفره |
وقال الراغب : الظفرة : جليدة تغشى البصر ، تشبيها بالظّفر في الصّلابة. وقد ظفرت عينه : أصابها ذلك. وقيل : إنّ الظّفر كان لباس آدم وحواء عليهماالسلام في الجنة (٤). فلما وقع ما وقع نزع عنهما كما قال الله تعالى ، وأبقى الله منه هذه البقية على رؤوس الأصابع ليتذكّر بها ما وقع منهما ، فبقيت في ذرّيّتهما تلك البقية ، والله أعلم.
فصل الظاء واللام
ظ ل ل :
قوله تعالى : (فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ)(٥) الظلال جمع ظلّ ، وهو ضدّ الصّبح البارز للشمس ، وهو أعمّ من الفيء ؛ فإنه يقال : ظلّ الليل ، وظلّ الحرّ. ولا يقال في الحرّ إلا بعد الزوال لأنه يفيء من جهة المغرب إلى جهة المشرق. والفيء : الرجوع. ومنه : (حَتَّى
__________________
(١) شعر زهير : ٢١.
(٢) النهاية : ٣ / ١٥٨.
(٣) قاله أبو الهيثم ـ اللسان مادة ظفر ، ومنه التصويب.
(٤) النهاية : ٣ / ١٥٨.
(٥) ٤١ / المرسلات : ٧٧.