فصل القاف واللام
ق ل ب :
قوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ)(١) أي عقل وفهم. وقلب كلّ شيء خالصه ، وأصل القلب من التقلّب ، وعليه قوله : [من الطويل]
وما سمي الإنسان إلا لأنسه |
|
ولا القلب إلا أنّه يتقلّب |
وقلب الشيء : تصريفه وصرفه عن وجه ، كقلب الثّوب وقلب الإنسان. قيل : سمي به لكثرة تقلبه ، ويعبّر بالقلب عن المعاني التي تختصّ به من الروح والعلم والشجاعة ؛ فمن الأول قوله تعالى : (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ)(٢) ، ومن الثاني قوله تعالى : (لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) أي عقل وفهم ، ومن الثالث (٣) قوله تعالى : (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ)(٤) أي تثبت به شجاعتكم ، وعلى عكسه : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ)(٥).
وقوله تعالى : (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٦) قيل : أراد الروح ، وهو الظاهر ، وقيل : العقل. قال الراغب (٧) : ولا يصحّ عليه ، ثم قال : ومجازه مجاز قوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)(٨) والأنهار لا تجري وإنما يجري الماء الذي فيها.
وتقليب الشيء : تغييره من حال إلى حال. وتقليب الأمور : تدبّرها والنظر في
__________________
(١) ٣٧ / ق : ٥٠.
(٢) ١٠ / الأحزاب : ٣٣.
(٣) في الأصل : الثاني ، وهو وهم.
(٤) ١٢٦ / آل عمران : ٣.
(٥) ٢٦ / الأحزاب : ٣٣ ، وغيرها.
(٦) ٤٦ / الحج : ٢٢.
(٧) المفردات : ٤١١ ، يعني العقل لا يصح عليه ذلك.
(٨) ٢٣ / الحج : ٢٢ ، وغيرها.