كلّ جماعة اعتزاؤها واحد. وقيل : هي الجماعات في تفرقة ، وأصلها من عزوته فاعتزى ، أي نسبته فانتسب ، فكأنّهم الجماعة المنتسب بعضهم إلى بعض إمّا في الولادة وإمّا في المصاهرة ، ومنه الاعتزاء في الحرب. وفي الحديث : «من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضّوه على هن أبيه ولا تكنوا» (١) يعني : من انتسب نسب الجاهلية فقولوا له : اعضض بظر أمّك. وقيل : هو من قولهم : عزى عزاء فهو عز : إذا صبر ، وتعزّى : تصبّر. قيل : فعلى هذا كأنها اسم للجماعة يتأسّى بعضهم ببعض.
فصل العين والسين
ع س ع س :
قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ)(٢) أي أقبل وأدبر ؛ فهو من الأضداد وذلك في مبدأ الليل ومنتهاه. والعسعسة والعساس : رقة الظلام وذلك في طرفي الليل. وقال بعضهم : إنه ليس من الأضداد ، بل لأنّ بينهما قدرا مشتركا. وإليه نحا الهرويّ وغيره ، وقال : والمعنيان يرجعان إلى معنى واحد وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره. ويقال : رجل عاس وعسّاس لمن يتعسّس بالليل ، والجمع العسس. ومن ثمّ قالوا : كلب عسّ خير من أسد ربض ، أي كلب يطلب صيده وقوته ليلا خير من أسد لا يطلب رزقه. والعسوس من النساء : المتعاطية للزينة بالليل. والعسّ : قدح ضخم ، وجمعه عساس.
ع س ر :
قوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(٣) العسر : الإضافة في المال ، يقال : عسر يعسر إعسارا فهو معسر ، أي افتقر. والعسرة : نقيض اليسرة. وتعاسر القوم : تحرّوا تعسير الأمر
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٢٣٣.
(٢) ١٧ / التكوير : ٨١.
(٣) ٦ / الشرح : ٩٤.