وقالت الزبّاء : «عسى الغوير أبؤسا» (١) فأرسلتها مثلا. وقد ورد المضارع بعدها مجردا من أن ، حملا على كاد في قول الشاعر (٢) : [من الطويل]
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر |
|
بمنهمر جون الرّباب سكوب |
ويجوز كسر سينها إذا أسندت إلى متكلم أو مخاطب أو نون إناث ، وبها قرأ ابن نافع : «فهل عسيتم» (٣). ولها أحكام كثيرة حرّرناها في كتبنا النحوية. وأما عسي العود يعسو عسوّا : إذا صلب ، ففعل متصرف وليس من هذا الباب. والمعسيات : الإبل المنقطع (٤) فيرجى عوده.
فصل العين والشين
ع ش ر :
قوله تعالى : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ)(٥) العشرة : عقد من العدد معروف ، وهي ثاني العقود الأربعة ؛ فإنّ أصول العد آحاد وعشرات ومئون وألوف. وقوله : (كامِلَةٌ) يعني في الثواب. ويقال : عشرتهم أعشرهم : أخذت عشرهم. وأعشرهم ـ بالكسر ـ صرت عاشرهم. وعشّرتهم ـ بالتشديد ـ صيرّت مالهم عشرة. وقال ابن عرفة في قوله : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) مذهب العرب إذا ذكروا عددين أن يحملوهما. وأنشد للنابغة (٦) : [من الطويل]
توهّمت آيات لها فعرفتها |
|
لستّة أعوام وذا العام سابع |
__________________
(١) المستقصى : ٢ / ١٦١.
(٢) البيت لسماعة بن أسول النعامي (اللسان ـ مادة عسا).
(٣) ٢٢ / محمد : ٤٧.
(٤) يعني : المنقطع لبنها. ومفردها المعسية. يقول ابن منظور : الناقة التي يشكّ فيها أبها لبن أم لا (اللسان ـ مادة عسا).
(٥) ١٩٦ / البقرة : ٢.
(٦) الديوان : ٤٣ ، وفي الأصل : العام عاشر! وهو خلط لا رواية للبيت توافقه.