الكلام لأنه لم يكن منها إليهم فحش ، وقال غيره : إنه نهاها عن ردّ الجواب وإن كان مثلما (١) قالوا تكرّما. فأمّا إذا قالته فلا يردّ عليه.
والفحش ـ أيضا ـ الزيادة على ما يتعارفه الناس حتى يخرج إلى حدّ الإنكار كطول القامة وكبر الوجه المفرطين ، ومنه قول امرىء القيس (٢) : [من الطويل]
وجيد كجيد الرّثم ليس بفاحش |
|
إذا هي نضّته ولا بمعطّل |
أي ليس بطويل طولا زائدا عن عادة الاستحسان في نظائره ، والحاصل أنّ كلّ ما تزايد قبحه فهو فاحش وإن خصّه العرف بأخصّ من ذلك.
فصل الفاء والخاء
ف خ ر :
قوله تعالى : (وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ)(٣) التفاخر : المباهاة في الأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه ، ولذلك قال تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ).
قوله : (وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)(٤) أي كثير الخيلاء والفخر ، ففخور مثال مبالغة كفخير. وفخرت فلانا على فلان أفخره فخرا ، أي حكمت (٥) عليه بفضل.
والفاخر : الشيء النفيس الذي يضنّ به ، يقال : ثوب فاخر ، وناقة فخور : إذا عظم ضرعها وكثر درّها. ونخلة فاخرة : طيبة البسر والتّمر.
قوله : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ)(٦). الفخار ما شوي من الطين بالنار.
__________________
(١) في الأصل : مثل قالوا.
(٢) من معلقته : ٣٤. الرئم : الأبيض من الظباء. نصته : رفعته.
(٣) ٢٠ / الحديد : ٥٧.
(٤) ١٨ / لقمان : ٣١.
(٥) في الأصل : أفخرت ، ولعلها كما ذكرنا.
(٦) ١٤ / الرحمن : ٥٥.