فصل الظاء والميم
ظ م أ :
قوله تعالى : (يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً)(١) الظمآن : العطشان ، ومنه : رجل ظمآن وامرأة ظمأى. يقال : ظمىء يظمأ ظمأ فهو ظمآن. قال تعالى : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى)(٢) نفى عنه أولا الجوع والعري ، ثم ثانيا العطش والحرّ. وما أحسن ما جاء على هذا النّسق حسبما بينّاه في غير هذا! قيل : وأصله من الظّمء ـ بالكسر ـ وهو ما بين الشّربين. ومنه : أظماء الإبل ، هي جمع الظّمأ. فالظّمأ ما يحصل من الظّمء من العطش.
فصل الظاء والنون
ظ ن ن :
قوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ)(٣) أي بمتّهم ، أي أنه صادق في نفس الأمر ولا عبرة بمن عاند واتّهم. وقد تقدّم أنه قرىء «بضنين» ومرّ تفسيره. والظنّ إذا كان بمعنى التّهمة تعدّى لواحد. والظنّ : ترجّح أحد الطرفين على الآخر نفيا وإثباتا. وقد يعبّر به / عن اليقين والعلم كما يعبّر بالعلم عنه مجازا. قال الراغب (٤) : الظنّ ما يحصل عن أمارة فإذا قويت أدّت إلى العلم ، ومتى ضعفت جدا لم يتجاوز حدّ الوهم. قوله : (أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ)(٥) تنبيه أن أمارات البعث ظاهرة ، وذلك نهاية في ذمّهم. قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)(٦) أي يتيقّنون ؛ إذ لا يناسب حالهم وصفهم بظنّ ذلك حقيقة.
__________________
(١) ٣٩ / النور : ٢٤.
(٢) ١١٨ و ١١٩ / طه : ٢٠.
(٣) ٢٤ / التكوير : ٨١.
(٤) المفردات : ٣١٧.
(٥) ٤ / المطففين : ٨٣.
(٦) ٤٦ / البقرة : ٢.