وقولهم : اعتقل رمحه ، كأنه جعل بمنزلة عقال له. وفي الحديث : «يتعاقلون بينهم معاقلهم الأولى» (١) أي يكونون على ما كانوا عليه في الجاهلية مما يأخذونه (من الدّيات) (٢) ويعطون ، ومن حديث عمر رضي الله عنه : «إنّا لا نتعاقل المضغ بيننا» (٣) أي لا يأخذ بعضنا من بعض العقل. والمضغ : قطع اللحم. وفي الحديث : «من اعتقل الشاة وأكل مع أهله برىء من الكبر» (٤) هو عبارة عن حلبها بأن يضع رجلها بين ساقه وفخذه (٥).
ع ق م :
قوله تعالى : (عَجُوزٌ عَقِيمٌ)(٦) أي لا تلد ، وهي العاقر كما ذكرت بذلك في موضع آخر. والعقم : منع الولادة ، واستعير ذلك لمنع الخير كقوله : (عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)(٧) ، أي لم يولد فيه خير ، يعني : لم يوجد. وفي الحديث : «سوداء ولود خير من حسناء عقيم» (٨). ورجل عقيم أيضا أي لا يولد له ، كما يقال عاقر فيهما. قال تعالى : (وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً)(٩) أي لا يلد ولا يولد له. قوله تعالى : (أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ)(١٠) على الاستعارة لأنها لا تأتي بمطر ولا سحاب ضدّ قوله : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)(١١) أي ذات حمل. وريح عقيم : يجوز أن تكون بمعنى الفاعل ، أي لا تلقح سحابا ولا شجرا ، أو بمعنى المفعول كالعجوز العقيم.
وأصل العقم : اليبس المانع من قبول الأثر. ومنه : عقمت مفاصله. وداء عقام ـ نحو
__________________
(١) النهاية : ٣ / ٢٧٩ ، من كتاب بين قريش والأنصار.
(٢) ما بين مقوستين إضافة من م.
(٣) النهاية : ٣ / ٢٧٩ ، والحديث لعمر.
(٤) النهاية : ٣ / ٢٨١ ، والحديث لعمر.
(٥) ... ثم يحلبها.
(٦) ٢٩ / الذاريات : ٥١.
(٧) ٥٥ / الحج : ٢٢.
(٨) النهاية : ٣ / ٢٨٢.
(٩) ٥٠ / الشورى : ٤٢.
(١٠) ٤١ / الذاريات : ٥١.
(١١) ٢٢ / الحجر : ١٥.