نَهاكُما رَبُّكُما) إلى قوله : (لَمِنَ النَّاصِحِينَ)(١). وقال في موضع آخر : (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى)(٢). ومن ثمّ نهي عن بيع الغرر لما فيه من التّدليس (٣) ، وأصله من غررت فلانا ، أي أصبت غرّته ونلت منه ما أريد. قال بعضهم : الغرّة : غفلة في اليقظة. والغرار : غفلة مع غفوة. وأصل ذلك من الغرور : وهو الأثر الظاهر من الشيء. ومنه غرّة الفرس. وغرار السيف : حدّه. وغرّ الثوب : كسر مطاويه ، ومنه : اطوه على غرّه.
ومنه : غرّه يغرّه غرورا : كأنّما طواه على غرّه.
والغرّة : الخيار ، ومنه الحديث : «في الجنين غرّة عبدا أو أمة» (٤). والغرير : الخلق الحسن اعتبارا بأنه يغرّ ، ومنه المثل : «أدبر غريره وأقبل هريره». والأغرّ : الرجل الكريم المشهور بالكرم ، مأخوذ من غرّة الفرس لظهورها وشهرتها من بين سائر لونها ، والجمع غرر. وفي الحديث : «أنّ أمّتي يدعون يوم القيامة غرّا محّجلين» (٥). والغرر : لثلاث ليال من أوّل الشهر لكونها من الغرّة (٦). والغرار أيضا : لبن قليل. وغارت الناقة : قلّ لبنها بعد أن ظنّ (٧) أنّه لا يقلّ ، فكأنّها غرّت صاحبها. وغرار : رجل مشهور. ومنه قول أبيه فيه (٨) : [من الطويل]
أرادت عرارا بالهوان ، ومن يرد |
|
عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم |
فإنّ عرارا إن يكن غير واضح |
|
فإني أحبّ الجون ذا المنكب العمم |
ومن ظريف ما يحكى أن بعض سرايا عبد الملك بن مروان غزوا قوما / فأرسلوا رسولا
__________________
(١) ٢٠ و ٢١ / الأعراف : ٧.
(٢) ١٢٠ / طه : ٢٠.
(٣) الكلمة ساقطة من ح. والحديث : «نهى عن بيع الغرر» (النهاية : ٣ / ٣٥٥).
(٤) النهاية : ٣ / ٣٥٣. ونرجح إن كلمة الخيار هي البياض ، كذا يؤدي معنى الحديث.
(٥) النهاية : ٣ / ٣٥٤.
(٦) يعني غرة الفرس.
(٧) وفي الأصل : مع ظن أنه.
(٨) البيتان لعمرو بن شأس (شعر عمرو بن شأس : ١٠٢ وفيه البيت الأول) وقد وهم المؤلف في ذكرهما وكان عليه أن يذكرهما في مادة العين لأن ابن عمرو اسمه عرار بالعين. وانظر الشعر والشعراء : ٤٣٨ ، وفيه البيتان.