روي عن صادق آل البيت عليهمالسلام في الأثر الصحيح :
«التقية ديني ودين آبائي» و «من لا تقيّة له لا دين له». وكذلك هي.
لقد كانت التقية شعارا لآل البيت عليهمالسلام دفعا للضرر عنهم ، وعن أتباعهم ، وحقنا لدمائهم ، واستصلاحا لحال المسلمين ، وجمعا لكلمتهم ، ولمّا لشعثهم ، وما زالت سمة تعرف بها الإماميّة دون غيرها من الطوائف ، والأمم ، وكلّ إنسان إذا أحسّ بالخطر على نفسه ، أو ماله بسبب نشر معتقده ، أو التظاهر به لا بد أن يتكتّم ، ويتّقي مواضع الخطر. وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول.
من المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن ، وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائفة ، أو أمة أخرى ، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية بمكانة المخالفين لهم ، وترك مظاهرتهم ، وستر عقائدهم ، وأعمالهم المختصة بهم عنهم ، لما كان يعقب ذلك من الضّرر في الدنيا.
ولهذا السبب امتازوا «بالتقيّة» وعرفوا بها دون سواهم.
وللتقية أحكام من حيث وجوبها ، وعدم وجوبها بحسب اختلاف مواقع خوف الضّرر مذكورة في أبوابها في كتب العلماء الفقهيّة.
وليست هي بواجبة على كل حال ، بل قد يجوز ، أو يجب خلافها في بعض الأحوال ، كما إذا كان في إظهار الحق ، والتظاهر به نصرة
__________________
ـ النائيني ، والشيخ ضياء الدين العراقي ، وعمدة استفادته من أخيه الشيخ محمد حسن المذكور ، وحضر أيضا في الفلسفة على الشيخ محمد حسين الأصفهاني عدّة سنين ، وأضاف إلى دراسة العلوم الدينية ، العلوم الرياضية ، ومبادىء العلوم الطبيعيّة ؛ على الطريقة الحديثة .. وأسّس (جمعية منتدى النشر) عام (١٣٥٤ ه) وانتخب لرئاستها من سنة (١٣٥٧) ه وجدّد انتخابه في كلّ دورة. وله آثار علمية جيدة طبع منها : السقيفة ، المنطق ، عقائد الشيعة ، أصول الفقه وغيرها. توفي في عام (١٣٨٣ ه). (طبقات أعلام الشيعة : نقباء البشر في القرن الرابع عشر ١ / ٣٧٢ ، ٣٧٣).