العامة فضلا عن غيرهم : أنّ الخلاف محصور في مسائل الفروع ، بل إنّ هذا التباين في أغلب الأصول مما يجعلنا نجزم بأنّ كل محاولة للتقريب بين الفكر الشيعي الدخيل ومعتقد أهل السنة والجماعة هي محاولة فاشلة ، لا يمكن أن نجني من ورائها أي ثمار ، إلّا إذا استطعنا أن نجمع بين الأضداد ، ويستحيل التقارب بينهما ، لأنّهما يسيران في خطين متوازيين لا لقاء بينهما ، اللهم إلّا أن ينسلخ أهل السنة من إسلامهم ، ويعتنقوا المجوسية .. فذاك أمر آخر ..!!.
ماذا في هذا الكتاب
الحقيقة أنّ هذا البحث موجز ومركز في نفس الوقت ، وقد اقتضى ذلك خطورة القضية التي عرض لها الكتاب من ناحية ، أن يمهّد بمثل هذه المعالجة لدراسة واسعة ستنشر قريبا ، في الفكر الشيعي ، ومفتريات الشيعة على الصحابة ، والردّ عليها. وقد أعلن عن ذلك. والمهم أنّ البحث الذي بين يدينا مقسم إلى ثلاثة فصول : الفصل الأول ـ «المدخل إلى عقائد الشيعة» عرض فيه للشيعة وافترائهم على الله ، وللشيعة والتقية ثم لموقف الشيعة من أهل السنة والفصل الثاني ـ «علماء الشيعة وتحريف القرآن» والفصل الثالث ـ «نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن». وموضوع الفصلين واحد وإن كان كلاهما مكملا للآخر ، والمؤلف كان حريصا على أن يستشهد باراء علماء الشيعة من أئمتهم الحائزين على الثقة المطلقة لدى جماهير الشيعة ، وذلك من واقع ما دونه القدامى والمحدثون في مؤلفاتهم التي لها قداستها لديهم.
كذلك قدم المؤلف في بحثه نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن ، اختارها من أوثق المصادر لدى الشيعة ، مثل كتاب «الكافي» ومؤلفه هو محمد بن يعقوب الكليني من أكابر علماء الإمامية الشيعة ، والمتوفى في سنة ٣٢٨ ه ببغداد ، وللكتاب ـ وهو في الحديث ـ ومؤلفه شهرة واسعة ، بل أنّ كتاب «الكافي» هذا هو أحد الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة في الحديث ، وقد استوعبت بين دفتيه أكثر من ستة عشر ألف حديث من صنع الشيعة ، تشير إلى أنّ القرآن الموجود عند الشيعة يعادل ثلاث مرات من القرآن المتداول بين المسلمين ، وتؤكّد أيضا أنّ المصحف الذي جمعه الإمام علي هو القرآن الحق الذي أنزله الله على نبيه ورسوله صلىاللهعليهوسلم.
وتحريف الشيعة للقرآن يعتمد على الإضافة التي تذكر صراحة اسم علي وآل البيت ، وتؤكد أنّ آل البيت هم الورثة الشرعيون لوراثة محمد ، وإليك بعضا من الأمثلة :
ـ الآية الكريمة من سورة طه (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) ولكنها في مصحف الشيعة : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم فنسي ...
ـ والآية الكريمة من سورة البقرة ، وقد نزلت في بني إسرائيل : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً ...).
ولكنها في مصحف الشيعة (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله (في علي) بغي).
ـ والآية الكريمة من سورة البقرة ، وقد نزلت في بني إسرائيل كذلك : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ، فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ..) ولكنها في مصحف الشيعة هكذا :