قلت : نعم.
فقال : لماذا لم تنشروا كتبكم في مصر؟
فأجبته : إنّ هذين الكتابين (أصل الشيعة وأصولها) و (عقائد الإمامية) كنت قد طبعتهما ونشرتهما قبل أعوام بمصر وقد نفدت نسخهما من الأسواق.
فقال : «يجب أن تتوفّر هذه الكتب وأمثالها هنا بمصر ونحن بحاجة ماسة إلى كتبكم.
وقبل أن أغادر القاهرة عام (١٣٩٤ ه ـ ١٩٧٤ م) توجهت إلى دار الأستاذ عبد الكريم الخطيب (١) لأودعه فخاطبني قائلا :
«يجب أن تهتم بتوفير كتب الشيعة بالقاهرة ، وباستطاعتك ذلك ولك دار نشر وصلات مع دور النشر في كثير من الدول العربية والإسلامية ، وإنك أقدر من غيرك على هذا الأمر ، وأملي فيك أن لا تجعل هذا الأمر على حافة تفكيرك بل تهتم به».
وقبل هذا الأستاذ كان قد قال لي فضيلة الأستاذ الشيخ ابو الوفا المراغي ـ مدير المكتبة الأزهرية في الجامع الأزهر في أثناء حديثه :
«وأخذ المصريون في نشر كتب الوهابيه عند ما تصوّروا أن لها سوقا رائجة فهل أن أحدكم يلتفت إلى هذا ليأتي إلى هنا ـ أي مصر ـ ويطبع كتبكم وينشرها فإن الكتاب الذي يطبع في مصر يصل إلى جميع أنحاء العالم ، ولا أدري لماذا لا ينتبه علماؤكم ، ولا يتحرك تجّاركم (٢).
__________________
(١) من كبار المؤلفين البارزين بالقاهرة وله عدّة مؤلفات قيمة منها : (التفسير القرآني للقرآن) في ١٦ مجلدا (إعجاز القرآن) في مجلدين (قضية الألوهية) في مجلدين (عليّ بقية النبوّة وخاتم الأوصياء) (التعريف بالإسلام) (المسيح في القرآن والتوراة والإنجيل) (بين الفلسفة والدين) (القضاء والقدر) (السياسة المالية في الإسلام) وغيرها.
(٢) من الكتب التي نشرتها خلال رحلاتي إلى القاهرة :