الدراسات العليا في الأزهر ثم صارت إليه رياسة لجنة الفتوى فكان له في كل ناحية أعمال خالدة مأثورة ، وعند ذكر إصلاح وتطوير الأزهر لا بد أن يقترن ذلك باسم الشيخ المترجم له.
وهناك نقطة بارزة في حياة الشيخ عبد المجيد سليم تلك هي اشتغاله في آخر ايامه بالتقريب بين المذاهب الإسلامية حين رأى أن اختلافها لا يمكن أن يعود بفائدة على الإسلام والمسلمين إلّا أن يكون في هذا الاختلاف أبلغ الضرر بقضية الإسلام في كل البلاد ، ولم يقتصر فضله في هذه الناحية على أرض مصر بل كانت له في ذلك مراسلات إلى كل أنحاء العالم حيث كان يتمتع بصداقات وافرة.
وله مؤلفات لا زالت مخطوطة ، وقد أثر عنه الشجاعة في الإدلاء برأيه ما دام يعتقد أنه الحق ، وقد استقال من الإفتاء عام ١٩٤٦ م حين وجد حكومة ذلك العهد تريد التدخل في شؤون الأزهر ، وقال لمسؤول حذره من خطر سيلحقه «إنني ما دمت أتردد بين بيتي والمسجد فلا خطر علي ...».
وقد عين فضيلته شيخا للأزهر مرتين وكانت المرة الأولى يوم ٨ أكتوبر سنة ١٩٥٠ م وأعفي من المنصب في ٤ سبتمبر سنة ١٩٥١ م ثم تولى المشيخة لثاني مرة في ١٠ فبراير سنة ١٩٥٢ م واستقال من المنصب في ١٧ سبتمبر سنة ١٩٥٢ م.
وانتقل إلى رحمة الله تعالى في صباح يوم الخميس ١٠ من صفر سنة ١٣٧٤ ه ـ ٧ من أكتوبر سنة ١٩٥٤ م (١).
__________________
(١) الأزهر في ١٢ عاما من ص ٦٤ ، ٦٥ طبع الدار القومية للطباعة والنشر بمصر عام ١٩٦٤ م.