أفعال العباد ، أو نظرية جواز تعذيب المطيع ، وإثابة العاصي ، ونحو ذلك.
وهل ينتظرنا العالم الصاعد بركبه الحضاري إلى آفاق السّماوات حتّى نفرغ من خلافاتنا حول هذه المسائل وأمثالها؟
لا شك أنّه لم يعد مجال لمثل ذلك ، وأنّه إذا كان الأوّلون قد وجدوا وقتا وجهدا ، وسعة في آفاق التفكير أباحت لهم هذا اللون من الرفاهيّة العقلية ، فإنّنا الآن نعاني ظروفا غير تلك الظروف ، يجب أن نقاسي معها ألوانا من التقشّف ، ومن أوّل ذلك وأولاه أن ننصرف عن هذه الخلافات ، وننسى هذه العصبيّات ، ونذكر فقط أنّنا مسلمون ، ديننا واحد ، وربنا واحد ، وكتابنا واحد ، ورسولنا واحد ، وأهدافنا في الحياة واحدة ، وأعداؤنا هم أعداء لنا لا بحكم أنّنا شيعة أو سنّة ، ولكن بحكم أنّنا مسلمون تجمعنا أهداف الإسلام ، وأصول الإسلام ١.
القاهرة في ربيع الأول سنة (١٣٨٦) هجرية.
يوليو سنة (١٩٦٦) ميلادية.
محمد محمد المدني.