ولكنّا نريد منهم أن لا يكذبوا ، أو يتقوّلوا.
ونريد منهم أن يتحرّروا من تقليد أقوام أعمتهم المادة ، وأخضعتهم السلطة ، فحملتهم على الافتعال ، والأكاذيب.
ونريد منهم أن يصرّحوا بلغة العلم ، والمنطق الصحيح عن الأمور التي استوجبت أن يرتكبوا بحقّ الشيعة ما ارتكبوه وليحاسبوا أنفسهم قبل يوم الحساب ، إن أهملوا محاسبة الوجدان ، والضمير الحر.
ونريد منهم أن يصرّحوا لنا عن نقاط الضعف التي وقفوا عليها فيما تدعيه الشيعة فأباحت لهم ذلك التهجم ، وليقولوا بكلّ صراحة فإنا نتقبل قول الحق.
ولا يهمّ الشيعة أقوال أهل التهريج والهوس ، ولا يعبأون بأقلام المستأجرين من قبل أعداء الإسلام الذين عظم عليهم انتشاره ، وأخضعهم بقوّة برهانه ، وأعطوه الجزية عن يد وهم صاغرون ، فالتجأوا إلى لغة الدس والخيانة.
ونريد منهم أن يتنبّهوا رويدا إلى التباين بين ما يدّعونه أو يفتعلونه على الشيعة وبين الواقع.
ونريد من الباحث أن يتحرّى ببحثه الدقة والتمحيص ، وأن يتثبّت قبل الحكم ، وأن يعرف الخطر الّذي ينجم من وراء ذلك ، فقد بلغ الأمر إلى أشدّ ما يكون من الخطورة.
ومن المؤلم أن تروج هذه الدعايات المغرضة ، أو الأكذوبة الكبرى فتصبح من الأمور المسلّمة بها لا تحتاج إلى نقاش.
والواقع أن اتهام الشيعة كان سياسيّا قائما على مخالفة الواقع ، وإنكار الحقائق ، والجهل الفاضح.