كما أولى الاسلام العناية بمصادر المياه ، كالأنهار والعيون والآبار ، فأوصى بعدم رمي الأوساخ فيها ، مؤكدا على ضرورة بناء عازل ـ ترابي او طيني ـ حول العيون والآبار ، ليكون بمثابة سياج او سور يمنع التلوث.
فقد اعتبرت التعاليم الاسلامية المياه القليلة الراكدة غير طاهرة ، وملوثة من الناحية الصحية ، كما أوصى الاسلام بدفن الموتى بدون تأخير معللا أنّ بقاء جسد الميت يصبح عرضة للتفسخ وانتشار الأمراض. أما الجيف الناتجة عن موت الحيوانات المختلفة ، فكانت تدفن خارج المدن وبسرعة.
نظافة البيت : لقد خصّ القرآن الكريم نظافة البيت بآيات عديدة :
(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١).
(وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) (٢).
كما أشار الرسول العظيم (ص) في أحاديثه الشريفة إلى ضرورة نظافة البيوت ، باعتبار أنّ النظافة من صفة المسلم ، ونبه إلى المضار الصحية العديدة إثر تواجد الحيوانات داخل البيوت ، فقال (ص) :
«إنّ الملائكة لا تدخل البيوت التي فيها الكلاب».
وقد ثبت علميا وطبيا ، أنّ الحيوانات ، وخصوصا الأليفة منها ، التي تتواجد في البيوت ، هي من العوامل المباشرة أو وسائط لنقل الأمراض والاصابة بها.
وتطرقت الأحاديث النبوية الشريفة إلى أهمية المرافق الصحية في البيت ، واعتبرت ذلك من الضروريات ، لأنها تستر عورة المسلم ، وستر العورة واجب في الاسلام ، فقد منع الاسلام الفرد المسلم من كشف عورته أثناء التبول أو التغوط. كما حبب الاسلام المنزل الواسع النظيف ، مؤكدا على ضرورة تنظيفه وكنسه يوميا لكيلا يكون مصدرا للتلوث والأمراض.
__________________
(١) سورة يونس : الآية ٨٧.
(٢) سورة التوبة : الآية ٧٢.