الله بن مسعود رضي الله عنه ومصحف علي بن أبي طالب عليهالسلام كانت مختلفة في ترتيب السور. والمصاحف تكتب لأجل تلاوتها فكما يجوز أن تتلى السّور في المصاحف على غير ترتيب نزولها فكذلك جائز كتابتها على غير ذلك الترتيب.
ومع هذا فإن احترام ترتيب السّور على النّمط الذي نراه اليوم أمر واجب لأنه وقع عن إجماع الصحابة ، ووافقهم على ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فأما مصحف علي عليهالسلام الذي كتبه بخطه فقد رآه من المصنفين الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن قاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام من أئمة الزيدية ، الذي توفى سنة ٢٩٨ من الهجرة ، فذكر في كتابه المسمى ب" الأحكام" أنه وجد مصحف عليّ عليهالسلام عند عجوز من آل الحسن (سبط النبي ص) عليهالسلام فكان على ما في أيدي الناس (١). وفي المائة الرابعة قد رأى محمد بن إسحاق النديم أيضا مصحفا بخط علي بن أبي طالب عليهالسلام عند أبي يعلى الحسني وأخبر بذلك في كتابه المسمى ب" الفهرست" فقال :
" ورأيت أنا في زماننا عند أبي يعلى حمزة الحسني رحمهالله
__________________
(١) انظر : كتاب" الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" ص ٤١٦.