فباطن القرآن كما صرّح به في هذه الرواية هو عمق مفاهيمه ، وذلك يدرك بالتدبّر والتأمّل. وأمّا ما حكي في الروايات الشاذّة عن باطن القرآن مما لا يدلّ عليه الكتاب بوجه من الوجوه ، فليس من باطن كتاب الله عزوجل ، فكيف يعدّ من معاني القرآن ما لا يدلّ القرآن عليه بدلالة لفظيّة ولا معنويّة؟! والأقرب أن تلك الروايات الشاذّة من وضع الباطنيّة والفرق الضالّة ، وضعوها للتغرير بالنّاس ودعوتهم إلى مذاهبهم المبتدعة.
٥ ـ تيسير فهم القرآن ورأي عليّ عليهالسلام في ذلك
ذهبت طائفة من المسلمين إلى أن القرآن الكريم بعيد معناه عن فهم البشر لا يدركه إلا النبيّ الخاتم والإمام المعصوم. وهذا رأي غير سديد وظاهر البطلان يخالف دعوة الله تعالى عباده إلى التفكّر في القرآن ليعلموا أنّه الحقّ من ربّهم ، ويضادّ حديث رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في ذلك كما رواه عنه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام :
فأما دعوة الله تعالى فتجدها في قوله العزيز :