وقال عليهالسلام أيضا : " لا يشبهه صورة ولا يحسّ بالحواسّ ولا يقاس بالنّاس. قريب في بعده بعيد في قربه. فوق كلّ شيء ولا يقال شيء فوقه. أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام. داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء ، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره ... الحديث" (١).
هكذا كان مذهب أهل البيت عليهمالسلام في صفات الله عزوجل ومذهب سلف الأمة رضي الله تعالى عنهم.
١٥ ـ ما روي عن عليّ عليهالسلام من تفسير" وجه الله"
قد ورد ذكر وجه الله ـ تعالى شأنه ـ في عدة من آيات القرآن الكريم كقوله جلّ ذكره : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) (الرحمن : ٢٦ و ٢٧) وقوله العزيز : (.. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ..) (القصص : ٨٨) ، فتوهّم بعض الناس ممن لا يعرف إشارات الكلام أن لله سبحانه وجها مغايرا لذاته (كوجه الإنسان!) فزلّت أقدمهم في طريق معرفة الله وسقطوا
__________________
(١) الأصول من الكافي ، ج ١ ، ص ٨٦ ، وقريبا منه ذكره السيد أبو طالب من أئمة الزيديّة في أماليه. (ص ١٩٠).