٢ ـ كلام عليّ عليهالسلام في وصف القرآن
إن عليا عليهالسلام كثيرا ما ندب أصحابه إلى القرآن ، وبيّن فضله بأبلغ البيان ، فما نرى أحدا من العلماء وصف القرآن كما وصفه أمير المؤمنين عليهالسلام ، لأن عليّا كان قلبه مرآة القرآن وعمله ثمرة لهذه الشجرة المباركة ، فينبغي لنا أن نسكت في هذا المقام ونفوّض نعت القرآن إلى عليّ عليهالسلام (وفي طلعة الشّمس ما يغنيك عن زحل!) ؛ فاستمع إلى كلام تشدّ الرّحال فيما دونه :
١ ـ قال عليهالسلام : «بعث الله محمّدا (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالحقّ ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ومن طاعة الشّيطان إلى طاعته بقرآن قد بيّنه وأحكمه ، ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه ، وليقرّوا به بعد إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد إذ أنكروه ، فتجلّى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه ، فأراهم حلمه كيف حلم ، وأراهم عفوه كيف عفا ، وأراهم قدرته كيف قدر ، وخوّفهم من سطوته ، وكيف خلق ما خلق من الآيات ، وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات واحتصد من