٣ ـ ما روي عن عليّ عليهالسلام في تفسير الصلاة الوسطى
حثّ الله سبحانه وتعالى عباده في كتابه على عبادته ولا سيّما على إقامة الصلوات والمحافظة عليها فقال عزوجل : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (البقرة : ٢٣٨).
فخصّ الصلاة الوسطى في هذه الآية تفخيما لشأنها وتحريضا على حفظها ، فاختلف المفسّرون في تعيينها : فقال بعضهم : هي صلاة الفجر ، وقيل هي صلاة الظهر ، وقيل أنها صلاة المغرب ، وقيل هي صلاة العشاء.
وروى أبو على الطبرسى في تفسيره عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام أنه قال : «أنها صلاة العصر» (١).
أقول : وذلك لأن صلاة العصر ، قبلها صلاة الفجر والظهر ، وبعدها صلاة المغرب والعشاء ، وهي الوسطى بين الصلوات. ويؤيّد هذا القول ما رواه أبو جعفر الطبري في تفسيره بإسناده عن عليّ عليهالسلام قال : «شغلونا يوم الأحزاب عن صلاة العصر حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : " شغلونا
__________________
(١) راجع : مجمع البيان ، للطبرسي ، ج ٢ ، ص ٢٦٢.