أقول مما يؤيد هذا الكلام المتين والنصّ الجليّ قوله تبارك وتعالى : (.. فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ..) (آل عمران : ٧) فلو لم يكن تأويل المتشابه مما استأثر الله بعلمه ، لما ذمّ الله سبحانه طائفة على طلب تأويل المتشابه ، واقتصر بذمّهم على ابتغائهم الفتنة فحسب (١). وهذا امر دقيق يفهم من كتاب الله (٢) ، فتدبّر واغتنم.
١١ ـ ما روي عن عليّ في تفسير تكليم الله تعالى
إن الله عزوجل كلّم من اصطفى من عباده على وجوه مختلفة ، منها على صورة الإلهام أو الوحي في النّوم أو اليقظة ، ويسمّى هذا" وحي القلوب". ومنها على وجه النّداء والنّقر في
__________________
أبو طالب في أماليه (ص ٢٠٢) بإسناده عن زيد بن أسلم مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه فلا يوجد فيه : (مما ليس في الكتاب فرضه ولا في سنة النبي ص وأئمة الهدى أثره) وهكذا روى ابن عبد ربّه شطرا منه في العقد الفريد.
(١) فبناء على ذلك" الواو" في قوله تعالى : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) للاستئناف وليست عطفا.
(٢) من هنا نفهم وجه غضب الإمام عليهالسلام ، حين سأله الرجل عمّا نهاه القرآن أن يخوض فيه.