٤ ـ رأي الإمام عليهالسلام في سبب نزول سورة براءة من دون التّسمية
يجوز للمصلّي أن يفتتح في صلاته كلّ سورة من القرآن ببسم الله الرحمن الرحيم ، واستثنيت من ذلك سورة براءة لأنها نزلت من دون التسمية ، وسبب ذلك أن فيها ذكر نبذ عهود المشركين بما نقضهم ميثاقهم ، ولا ريب أن اسم الله تعالى ووصف رحمته للعباد ، سلام وأمان فلا يكتب في النبذ والمحاربة ، ولذلك روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : سألت عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لم لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال : «لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف!». رواه السيوطي في" الدر المنثور" (١) والطبرسي في" مجمع البيان" ولفظه : «إنه لم ينزّل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة براءة لأن بسم الله الأمان والرحمة وبراءة نزلت لرفع الأمان بالسيف عن علي عليهالسلام» (٢).
أقول : فإن قيل قد كتب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إلى الكفار : " بسم الله الرحمن الرحيم" كما كتب إلى هرقل وغيره! قلنا : إنما كان ذلك ابتداء في غير نقضهم ميثاق النبيّ ـ صلى الله عليه
__________________
(١) راجع : الدر المنثور ، ج ٣ ، ص ٢٠٩.
(٢) انظر : مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٧.