الأمان الّذي رفع فهو رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار ، قال الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)». قال الرّضيّ : وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط (١).
أقول : روى أبو جعفر الطبري عن ابن عباس رضي الله عنه ما يشبه هذا الكلام ، قال : «كان فيهم أمانان : نبيّ الله والاستغفار ، فذهب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وبقي الاستغفار» (٢).
والأقرب أن ابن عبّاس قد أخذ هذا عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام فقد روي عن ابن عبّاس أنّه قال : «ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليّ بن أبي طالب» (٣).
فعلينا في فقد نبيّنا وذهاب الأمن الذي كان ببركته ، أن نلتجئ إلى الله وحده ، ونستغفر لذنوبنا ، عسى ربنا أن يغفر لنا ويدخلنا في ظلال أمنه ورحمته.
__________________
(١) نهج البلاغة ، باب المختار من حكمه عليهالسلام : ٨٨ ، وقارن : تذكرة الخواصّ ، لسبط ابن الجوزيّ ، ص ١٢٥ ، وتفسير" مجمع البيان" للطبرسي ، تفسير سورة الأنفال : آية ٣٣.
(٢) تفسير" جامع البيان" للطبري ، ج ٩ ، ص ٢٣٥.
(٣) انظر" المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" ، لابن عطيّة الأندلسيّ ، ج ١ ، ص ١٨.