والتعبّد بما شرع الله من فرائض وأحكام. وأمّا الذين يدعون من دون الله تعالى آلهة ليكشفوا عنهم الضّرّ أو يحوّلوه عنهم ويزعمون أنها الوسائل إلى الله ، فأولئك عن صراط التوحيد لناكبون ، وعن إخلاص العبادة لله تعالى لعادلون ، كما يقول الله عزوجل :
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً. أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) (الإسراء : ٥٦ ـ ٥٧)
١٩ ـ في تفسيره قوله تعالى (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ
فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (١)
قال الشّريف الرّضيّ في" نهج البلاغة" :
«حكى أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام ، أنّه (أي أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام) كان قال : «كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر ، فتمسّكوا به. أمّا
__________________
(١) سورة الأنفال : ٣٣.