في مضيق التشبيه ، كأنهم لم يسمعوا قول الله عزوجل : (.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١).
والإمام عليّ عليهالسلام ردّ هذا الزعم الباطل ، وأبطل ما ذهب إليه أهل التشبيه وبيّن وجه الحقّ في معنى هذه الآيات. فقد أخرج محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في كتابه" التوحيد" بإسناده عن سلمان الفارسي ـ رحمة الله ـ في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى بعد وفاة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها ثم أشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فسأله عنها فأجابه : «فكان فيما سأله أن قال له : أخبرني عن وجه الرب تبارك وتعالى؟ فدعا عليّ عليهالسلام بنار وحطب فأضرمه ، فلما اشتعلت قال علي عليهالسلام : «أين وجه هذه النار؟» قال النصراني : هي وجه من جميع حدودها! قال علي عليهالسلام : «هذه النار مدبّرة مصنوعة لا يعرف وجهها وخالقها لا يشبهها (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١) لا يخفى على ربّنا خافية ... الحديث» (٢).
__________________
(١) سورة البقرة : ١١٥.
(٢) كتاب" التوحيد" لابن بابويه القمّيّ ، ص ١٨٢.