فعبّر عليهالسلام عن وعاء الإلهام" بالفكر والعقل" دون" القلب والفؤاد" لأنّ الإلهام يتعلّق بوعاء الذّهن وذلك من دقائق تعبيره.
ثمّ قال عليهالسلام في خطبة أخرى من خطبه الجليلة :
«الّذي كلّم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما ، بلا جوارح ولا أدوات ، ولا نطق ولا لهوات ..» (١).
وهذا وجه آخر من تكليم الله تعالى فإنّه ينادي عبده من وراء حجاب الغيب فيسمع نداءه ، والله تعالى لا يقاس بخلقه ولا يحتاج إلى جوارح النّطق وأدوات البيان.
ثم قال عليهالسلام في خطبة أخرى عند وصف الملائكة الحاملين لوحيه إلى رسله :
«.. تسبّح جلال عزّته ، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعه ، ولا يدّعون أنّهم يخلقون شيئا معه ممّا انفرد به (٢) ، (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (٣) ، جعلهم
__________________
(١) نهج البلاغة ، خطبة ١٨٠.
(٢) وفي هذه العبارة يشير الإمام عليهالسلام إلى توحيد الخالقيّة.
(٣) الأنبياء : ٢٦ ـ ٢٧.